کد مطلب:168257 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:149

مقاتل و مصارع بنی هاشم
وبعد ما استشهدت الصفوة العظیمة من أصحاب الامام (ع) هبّ أبناء الاسرة النبویة شباباً وأطفالاً للتضحیة والفداء، وهم بالرغم من صغر أسنانهم كانوا كاللیوث لم یرهبهم الموت ولم تفزعهم الاهوال، وتسابقوا بشوق إلی میادین الجهاد، وقد ظنَّ الامام (ع) علی بعضهم بالموت، فلم یسمح لهم بالجهاد إلاّ أنهم أخذوا یتضرّعون إلیه ویقبّلون یدیه ورجلیه لیأذن لهم فی الدفاع عنه.

والمنظر الرهیب الذی یذیب القلوب، ویذهل كل كائن حی هو أنّ أولئك الفتیةجعل یودّع بعضهم بعضاً الوداع الاخیر فكان كلّ واحد منهم یوسع أخاه وابن عمه تقبیلاً، وهم غارقون بالدموع حزناً وأسی علی ریحانة رسول اللّه (ع) حیث یرونه وحیداً غریباً قد أحاطت به جیوش الاعداء، ویرون عقائل النبوة ومخدّرات الوحی وقد تعالت أصواتهن بالبكاء والعویل.. وساعد اللّه الامام (ع) علی تحمّل هذه الكوارث التی تقصم الاصلاب،وتذهل الالباب، ولایطیقها أیّ إنسان إلاّ من إمتحن الله قلبه للایمان، [1] بل لایطیقها إلاّ من عصمه اللّه بعصمة الامامة.



[1] راجع: حياة الامام الحسين بن علي عليهما السلام: 243:3.